ـــــــــــــــرقـــــــــــــــــة

تقع محافظة الرقة في أحضان وادي الفرات الخالد, نبع الحضارات العريقة وهي درة الفرات وبوابة الجزيرة السورية وبلاد ما بين النهرين. في شطرها الشرقي منتهى جنة عدن وفي شطرها الغربي مسكن الإنسان الأول.
إنسانها اليوم يفرض سلطانه على نهر الفرات الجبار ويحد من عشوائية جريانه بوضع العقبات في طريق تدفقه ليجمع مياهه قسرا في بحيرة تمنح الحياة للقفار وتحيل الصحراء جنات وارفة الظلال والبادية حدائق غناء.
أما مناخها فيلطفه هواء عليل يهب نسمات هفهافة تهديها بحيرة الأسد أنفاسا ندية تنعش الجسد وتفرح القلب.
وسماء محافظة الرقة نقية في الصيف ليلا نجوم ساطعة وفي الشتاء تسبح في فضائها غيمات خجولة ترسل أمطارها خيوطا فضية في جوف الأرض لتبعث الحياة ربيعها ينفرش بساطا اخضر فوق رمال البادية العطشى.
ولشمسها حكاية فهي دافئة في الشتاء يخاف البرد حراتها فيهرب منكسرا مهزوما .
وهي في الصيف تترفق في إرسال أشعتها الذهبية على الاحساد طوال النهار حتى إذا حان الأصيل أقامت في مدينة الثورة مهرجانا رائعا قرمزي اللون استعدادا لمعانقة البحيرة والانصهار داخل مياهها .
ولليل محافظة الرقة سحر خاص يمارسه قمر تعلم خلال عمر طويل الذي عاشه مع الحضارات الخالدة كيف يسامح الناس وفي يجذب إلى نوره العشاق والمحبين وباختصار للرقة عالم فريد ما زال مغمورا يمد يده من المجهول إلى كل الراغبين بالتعرف على أسراه وكما لفتيات البادية براقع تحجب فتنة وجوههن , للرقة برقع يخفي وراءه فتنة تنادي كل المحبين لإماطته عن صباح وجهها الخلاب.
تعد محافظة الرقة من أغنى مناطق سورية بالأوابد التاريخية والتلال الاثرية التي تضع حضارات متعاقبة .
لذالك كانت هدفا لكثير من البعثات الأثرية الوطنية والأجنبية التي ما تزال تعمل في العديد من المواقع وتقدم لنا كل يوم معطيات جديدة.
تتميز محافظة الرقة باحتوائها على بعض تجمعات القلة الباقية من شعوب الحضارات التاريخية القديمة كالسريان والأشوريين وتعتبر هذه التجمعات التي مازالت تحفظ لغاتها القديمة وتراثها الحي شاهدا متحركا على عظمة الشرق الأدنى وقدرته على الحياة وبرهاننا على عدم وجود الموت الكامل في حياة الشرق وهناك دائما شعب حي ينبثق منه مجموعة طموحة لتحمل راية الحياة التي أسقطها الأسلاف .


وتشهد محافظة الرقة في العصر الحاضر رعاية خاصة لم تشهدها منذ أن أنشئت مدينة الرافقة في العصر العباسي وتحظى بعناية بالغة باستثمار ومصادرها الاقتصادية الغنية واهتمام لإظهار وجهها الحضاري والسياحي .
وفي الحقيقة يمكن إرجاع تاريخ المواقع الأثرية وبالمعالم السياحية في محافظة الرقة إلى ثلاث عصور:
1-عصور ما قبل التاريخ.
2-العصور التاريخية .
3-العهد المعاصر.
*عـــصـــور مـــا قــبـــل الـــتــــاريــــخ:
( القرى البدائية الأولى )
تتضمن المواقع التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ القرى الأولى التي بناها الإنسان لتصبح مجتمعاته الأولى لترقى منها إلى المدينة والحضارة ويعود تاريخ التنقيب الأثري الذي اكتشف هذه المواقع إلى سنة 1968 عندما جاء استجابة للنداء العالمي الذي وجهته الحكومة السورية لإنقاذ أثار حوض الفرات من الانغمار في مياه بحيرة الأسد التي كانت ستتشكل آن ذاك اثر إقامة مشروع سد الفرات واهم مواقع هذه الحقبة :
موقع تل المريبط:
يقع تل المريبط على الضفة اليسرى من نهر الفرات مقابل بلدة مسكنة القديمة (بالس) وقد عثر فيه على قرية أولى بناها الإنسان بسكناه ويعود تاريخها إلى سنة 8300 قبل الميلاد وهي عبارة عن بيوت تجاورت بشكل عشوائي لكنه ليست متلاصقة بل هناك ممرات في ما بينها ومن أهم المكتشفات في هذا الموقع الدمى البشرية التي تمثل أقدم التماثيل المعروفة حتى الآن لألهه الخصب والأمومة وهي تجسيد لامرأة عارية ترمز إلى مكانة المرأة العالية في سلم الحياة الاجتماعية و مما يؤسف له أن هذا الموقع انغمر بمياه بحيرة الأسد
بعد تشكيلها سنة 1975.
*مــــــــــوقــــــــع أبـــــــي هــــريــــــــرة :
يقع على بعد 40 كم إلى الجنوب من تل المريبط على الجهة اليمنى للفرات لكنه غمر بمياه بحيرة الأسد سنة 1975 بعد أن نقلت المئذنة الموجودة فيه إلى الرأس السياحي في مدينة الثورة وقد تم الكشف في هذا الموقع عن حضارتين دلت عليهما القرى الأولى تعود إحداهما إلى الألف التاسع قبل الميلاد و الثانية إلى الألف السابعة قبل الميلاد وكانت المكتشفات في هذا الموقع حظائر الصيد التي بناها الإنسان لصيد قطعان الغزلان عن طريق مطاردتها وإجبارها على دخول هذه الحظائر لتسقط في حفر أعدت داخلها لهذه للغاية وقد كان من نتائج هذه الطريقة والطريقة الفريدة في الصيد التي حاول أن يطبقها الإنسان آنذاك على بقية الحيوانات أن أرشدته إلى أنواع الحيوانات التي يمكن تدحينها.
*مــــوقـــــــع تـــــــــل أســــــــــود:
يقع على مجرى البليخ الأعلى ويعود تاريخه إلى الألف السابعة قبل الميلاد .وقد تم الكشف فيه عن جدران مستقيمة ذات زوايا قائمة مبينة من مادة اللبن المجفف بالشمس والذي تختلف ألوانه بين الرمادي والأحمر. كما تم الكشف عن قنوات للري تعتبر مؤشرا على وجود هيئة اجتماعية تشرف على الزراعة التي تعلمها الإنسان في ذلك العصر.


*مــــــواقــــع الــــــعـــصـــــتور الـتـاريـخــــية :
إن المعالم أو المواقع التي تعود إلى هذه الفترة يرجع إقدامها إلى عصر الإمبراطورية الأكادية التي قامت في الألف الثالثة قبل الميلاد وتتدرج بعد ذلك في العصور الهلنستية والرومانية والبيزنطية ثم العربية الإسلامية. ومن أهم المواقع:
*1*تـــل الــــــبـيـعــة ومـــديـنـة تـوتـول:
يقع تل البيعة عند ملتقى نهر الفرات برافده البليخ . عثر فيه على أتقاض مدينة التوتول التي ذكرت في الرقم الطينية المكتشفة في ماري وفي إيمار ( مسكنة القديمة ) وبقيت مجهولة الموقع حتى سنة 1980 عندما بدأ التنقيب الأثري في هذا التل .
يرتبط تاريخ توتول بتاريخ الإمبراطورية الأكادية إذ جعلها سرغون الأول مللك أكاد سنة 2240 ق.م
منطلقا لفتوحاته بعد أن استمد سلطته من إلهها داجن .
وقصر الحاكم توتول يشبه إلى حد ما قصر ماري في تصميمه ويسود الاعتقاد بأن هذا القصر قد ناله التدمير أثناء اجتياح حمو رابي للمنطقة سنة 1750 ق.م. وللمدينة مجاري لتصريف المياه القذرة إلى خارج المدينة عن طريق قنوات مغلقة. والبيوت مبنية من اللبن وجدر أنها صماء خالية من النوافذ ،وأبوابها تطل على باحة سماوية.(ارض الدار ) يوجد في إحدى زواياها تنور لصنع الخبز.
ومدينة توتول هذه كانت مرفأ هاما على نهر الفرات ، واشتهرت بصناعة السفن لتوفر الأخشاب على ضفاف الفرات البليخ . كما اشتهرت بنشاطها التجاري الداخلي والخارجي ذي الأنظمة و القوانين المتميزة.
·2* مـــــــدينة الــــــرقــــة الـــتـــــاريـــــخــــــــية:
انتقل موقع الرقة ضمن حدود وجوار موقعها الحالي عدة مرات عبر التاريخ .وأول موقع عرفناه لها هو موقع مدينة توتول في تل البيعة التي استمرت في الحياة حتى عصر فتوحات لاسكندر عندما أسس احد أشهر قواده وخلفائه سلوقس نيكاتور مدينة نيكيفور يوم في موقع ضاحية المشلب الحالية .ثم تأسست مدينة أخرى في الفترة الرومانية قي الموقع المعروف حاليا باسم الرقة البيضاء شرقي باب بغداد عرفت باسم كالينيكوس (قالي نيقوس )،لكنها تهدمت في الفترة البيزنطية نتيجة زلزال أصابها فأعاد بناءها سنة 466م . الإمبراطور لين الثاني فسميت نسبة إليه ليونتوبوليس .
ثم أصبح اسم الرقة المعروف عند العرب ديار مضر وذلك أن هذه القبيلة هاجرت إليها وقطنتها قبيل الفتح الإسلامي. وفي هذه الفترة أيضا اكتسبت المدينة اسمها الحالي الرقة وكان العرب يطلقون هذا الاسم على كل ارض منبسطة إلى جوار الماء. وبعد الفتح الإسلامي شهدت الرقة عناية خاصة من قبل الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك الذي بني فيها سوقا وقصرين. ثم بلغت أوج نهضتها في الفترة العباسية عندما أمر الخليفة المنصور ابنه المهدي بإقامة مدينة حديثة فيها على غرار مدينة بغداد وأطلق عليها اسم الرافقة . ثم جعلها بعد ذلك الخليفة هارون الرشيد دارا للخلافة لمدة 13عاما انتقل بعدها إلى مدينة بغداد
*3* ســـــــور الــــــــرافـــــقــــــــــة وبــــــــاب بــــــغــــــــداد :
كان أول من بني سورا في التاريخ حول مدينة الرقة هو الإمبراطور ليون الأول ثم تم تجديده في عهد ليون الثاني بعد الزلزال الذي أصابها .ثم تهدم السور مرة أخرى سنة 543 نتيجة الغزو الفارسة لكن
الإمبراطور جستنيان استعادها وحصنها ثانية . -3-
أما الأسوار التي ما تزال باقية حتى اليوم فقد شيدت كأسوار لمدينة الرافقة العباسية وهي عبارة عن سور خارجي تتوزع على محيطه الأبراج الضخمة وخاصة خلف البوابات الرئيسية والتي لم يبقى لنا منها إلا برج واحد يقع خلف باب بغداد .
بالنسبة لأبواب المدينة فيعتقد انه كان لها ثلاث أبواب رئيسية لم يبق منها إلا باب بغداد الذي يقع في الجهة الشرقية من المدينة .
*4*الجـــامـــــــــع الـــــــــــعـــــــتـــــــــيــــق:
يعود تاريخ بناء هذا الجامع إلى تاريخ بناء مدينة الرافقة في عهد أبي جعفر المنصور الخليفة العباسي سنة 772م . وقد كان هذا الجامع يرمم ويجدد كلما دعت الحاجة إلى ذالك ومن أهم الترميمات المعروفة هي تلك التي حصلت في عهد نور الدين محمود بن زنكي سنة 1166م وذالك عندما ضم الرقة إمارته التي كان مركزها حلب.
*5*قــــــصر الــــــــــــــــــــبــنــــات:
ويقع ضمن أسوار مدينة الرافقة على بعد حوالي 400 م إلى الشمال من باب بغداد وهو يتألف من باحة مركزية محاطة بمجموعة من الغرف في كل جهة من الجهات الأربعة أهمها إيوان يصل ارتفاعه حتى ست أمتار يناظره إيوان مماثل في الجهة المقابلة كما تم الكشف عن وجود شبكة مجاري لتصريف المياه عبر أنابيب فخارية تلتقي عند نقاط تجميع لتصريف المياه.
*6*مـــــــتحـــــــف الـــــــــرقة:
وهو متحف افتتح عام 1981 ويتألف من طابقين:
أ.الطابق الأرضي: ويضم قسمين : قسم الآثار القديمة وقسم الآثار الكلاسيكية أي الرومانية والبيزنطية.
ب.الطابق الأول: ويتألف من قسمين : قسم الآثار العربية والإسلامية وقسم لأثار مدينة توتول المكتشفة في تل البيعة .
*7* مــــــــــــئـــذنـــــــة أبي هــــريــــــــــــرة:
وهي من الأوابد التي تم إنقاذها من منطقة الغمر وهي مشيدة بالآجر المشوي ويبلغ ارتفاعها 18م وقطرها 3.5 م تم نقلها إلى الرأس السياحي في مدينة الثورة بطريقة فريدة من نوعها في نقل الآثار إذ تم تقطيعها إلى 18جزءا ثم نقلها وإعادة تركيبها في الموقع الجديد خلال تسعة أشهر من العمل. وقد تم اتباع هذه الطريقة في النقل تبعا لرأي خبراء الآثار السورين الذين رأو تعذر إتباع رأي خبراء منظمة اليونسكو الذين كانوا يرون إن يتم نقل المئذنة على أيدي خبرات وطنية سورية.
*8* قــــــــلـعــــــــة جــــــــــعـــــــــبــــــــــر:
تقع على الضفة اليسرى من نهر الفرات ويمكن رؤيتها من كورنيش مدينة الثورة وهي تتربع فوق هضبة كلسية ترتفع قمتها 347 م فوق سطح البحر . وقد أصبحت أشبه بجزيرة وسط الماء بعد تشكل بحيرة الأسد . وقد قامت المؤسسة العامة لسد الفرات بحماية ميولها من عوامل التآكل بأمواج البحيرة وذلك بإنشاء جدار إسمنتي حول الهضبة.


تنتسب قلعة جعبر إلى جعبر بن سابق القشيري الذي عاش في القرن الخامس الهجري ومن الطريف الذي تذكره المصادر التاريخية أن جعبر هذا بعدما تقدم بالسن أصيب بالعمى فقام ولدان له يقطعان الطريق مستفيدين من منعة القلعة بجعلها مركز لهما .
وتنقلت ملكية القلعة من يد إلى يد بدءا من يد جعبر إلى السلاجقة ثم الدولة الزنكية فالمماليك إلى بدأت تتراجع مكانتها حتى خربت وتحولت إلى ملاذ لبعض أفراد القبائل وماشيتهم.
وأهم ما في القلعة مئذنتها التي تشبه إلى حد بعيد مئذنة أبي هريرة والأبنية السكنية التي يعتبر قصر الإمارة أهمها والذي ما زال جزءا من إيوانه باقيا حتى ألان.
وفي القلعة متحف يضم المدفن الروماني الرائع المكتشف في موقع عناب السفينة سنة 1971م يتألف من غرفتين تضمان خمس واجهات للمدفن إضافة إلى بعض الآثار الإسلامية .
ومما يجدر ذكره انه كان يوجد في السابق مشهد صغير في سفح قلعة جعبر الغربي لأحد الأمراء الأتراك وهو سليمان شاه الذي غرق في نهر الفرات مع ولدين من أولاده أثناء هربه أمام المغول سنة 1224.
وقد تم نقل هذا المشهد إلى هضبة مقابلة لجسر قره قوزاك سنة 1973 نتيجة غمر مياه بحيرة الأسد للموقع القديم .
*9*الـــــــــــــــــــرصـافة:
مدينة الرصافة هي لؤلؤة بادية الشام تبتعد عن مدينة حلب 195 كم وعن الرقة 45 كم ولا نعرف حتى الآن شيئا مؤكدا عن بداية مدينة الرصافة وتأسيسها إلا إن المعلوم انه عندما قويت مملكة تدمر كانت الرصافة من أهم المدن الهامة التابعة لها .
واهم ما يميز الرصافة احتوائها على ضريح القديس سيرجيوس وصديقه باخوس والقديسة جوليا وقد اكتسبت المدينة شهرة عالمية نتيجة لارتباطها بالقديس سيرجيوس جعلتها فرار تقصده أفواج الحجاج والمسافرين من مختلف البلاد حتى أصبح اسمها في فترة من الفترات سرجيوبوليس.
ولم تفقد الرصافة مكانتها بعد الفتح الإسلامي بل على العكس فقد حظيت بمزيد من الرعاية والاهتمام إلى درجة أنها كانت مصيفا للعديد من الخلفاء الأمويين على رأسهم الخليقة هشام بن عبد الملك وتميزت الرصافة في تلك العهود بالتعايش بين المسيحية و الإسلام وهذا ما أثبته بقوة الأبحاث الأثرية الميدانية من خلال استمرار الكنيسة الكاتدرائية لنشاطاتها الدينية حتى القرن الثالث عشر مع انه قيد شيد في باحتها الكبيرة المسجد الرئيسي بعد الفتح الإسلامي للمدينة .
ومما نعرفه عن المدينة انه لم يكد ينصرم القرن الثالث عشر حتى أصبحت المدينة مهجورة من السكان وبقيت ذكريات القديس سيرجيوس ومدينة سيرجوبوليس تثير الرغبة لدى الرحالة والمسافرين للتعرف على معالم تلك المدينة .
وأهم اثأر مدينة الرصافة :
-مبنى الشهيد
-الكنيسة الكبرى
-الكاتدرائية الكبرى
-خزانات الماء


هذا بالإضافة إلى المباني الأثرية التي تقع خارج أسوار المدينة والتي يعتبر أبرزها قصر الأمير الغساني المنذر الذي تزعم العرب المسيحيين وشيدت في عهده الكنيسة الكبرى لقديسها سيرجيوس . ثم قصر الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك الذي دمرت معظم أقسامه اثر نجاح الثورة العباسية وتآكلت معظم بقاياه الزمن.
مـــعــــالم الــــعــــهـــــد الـــمـــعــــــاصر:
وتشهد محافظة الرقة نهضة حضارية لم تشهدها منذ إن أنشئت مدينة الرافقة فيها في العصر العباسي . وتمتاز هذه المرحلة بأن الرعاية والاهتمام لا ينحصر إن بمدينة الرقة فحسب بل يشملان المحافظة بأكملها.وكل ذلك كان بسبب إقامة المشاريع الاقتصادية والزراعية التي تهدف إلى استثمار المصادر الطبيعية المتوفرة في المحافظة. ومن أهم معالم النهضة الشاملة ما يلي:
*1*مــــــدينــــــــة الثـــــــــــــــــورة:
وهي مدينة حديثة بنيت وفق احدث أساليب تنظيم وعمران المدن وهي المدينة الوحيدة في سورية التي تعود ملكيتها بكل ما فيها للدولة وتؤمها إعداد كبيرة من الزوار العرب والأجانب لمشاهدة السد العظيم.
يقطن المدينة حوالي 40 ألفا من العمال وعائلاتهم جاءوا من مختلف مناطق سوريا وحققوا في مدينة الثورة تمازجا اجتماعيا انصهر في بوتقة واحدة فشكل مجتمعا سليما تسوده ارقي العلاقات الاجتماعية الواعية .
غرست الأشجار في شوارع المدينة وعلى إطرافها وأقيمت فيها الساحات والحدائق العامة مما أضفى على المدينة المترامية على شاطئ بحيرة الأسد الجميلة شكلا رائعا ومناخا لطيفا.
*2*ســـــــــــــــد الــــفــــــــــرات:
سد الفرات قاعدة اقتصادية قومية صلبة وأحد أهم الانجازات المعاصرة التي ساهمت في تحويل الصحراء إلى جنات وارفة الظلال . وهو عبارة عن حاجز من التراب والرمل والحصى بمنتصفه نواة غضارية كتيمة أقيم على مجرى نهر الفرات الذي يشكل 80% من المصادر المائية السطحية . ومن أهم أهداف سد الفرات ري مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وتوليد الكهرباء وتنظيم مجرى النهر ودرء خطر الفيضانات